في استقبال الحكومة الجديدة.. أفكار ومقترحات
إن الأمل في التغيير نحو الأحسن الموجود الآن لدى الطبقة العاملة والشبابية خاصة، يتطلب الحفاظ عليه تحقيق نتائج ملموسة آنية (ولو صغيرة) وأخرى سريعة (ولو متوسطة) ثم كبيرة على المدى المنظور.
وللنجاح في هذه المهمة نشير إلى الخطوات التالية:
1. وضع رؤية خمسية:
يجب أن تكون رؤية طموحة وغير تقليدية ذات أهداف ذكية (محددة، قابلة للقياس، ممكنة، واقعية، وبأجل معين) تشمل مشاريع كبرى وورشات إصلاح في مختلف القطاعات على مدى خمس سنوات.
والأهم أن يصحب هذه الرؤية برنامج عمل لتنفيذها بطرق ابتكارية فعالة تسرع في الإنجاز وتقلل في التكلفة.
ولتحقيق ذلك لا بد من اختيار كفاءات ذات خبرة عملية قادرة على الإنجاز بحنكة وذكاء.
ونكتفي هنا بإعطاء أمثلة لمشاريع كبيرة في قطاعات ثلاثة:
– في التجهيز والنقل: إنشاء جسر عبور عند مدينة غابو على الحدود مع مالي والسنغال، وهو ما سيحيي التبادل التجاري مع مالي خاصة عن طريق ميناء انجاغو في الجنوب،
– في المعادن: إنشاء شركة قطارات خاصة بنقل المعادن، الأمر الذي سيحفز الاستثمار في مشاريع المعادن خاصة الحديد والفوسفات،
– في الصناعة: إنشاء مركب خاص بتجميع السيارات الكهربائية، ويدخل في ذلك كل الصناعات ذات الصلة مثل البطاريات والمعادن الداخلة في إنشائها.
وبالطبع كل هذه المشاريع ستوفر فرص عمل كبيرة للشباب بالإضافة إلى المداخيل لميزانية الدولة.
2. تحديد أولويات للسنة الأولى:
وهنا نقترح وضع أولويات (ولتكن سبعة إلى عشرة) لكل قطاع يتم تنفيذها خلال السنة الأولى. وهو ما سيتيح تقييم فاعلية البرنامج والفريق المنفذ بالإضافة إلى تحقيق نتائج ملموسة ولو جزئية من الرؤية الشاملة الخمسية.
ويمكن التركيز هنا على مشاريع وخطوات استعجالية لا يتطلب تنفيذها سنوات عدة.
وبعد كل سنة تتم المراجعة والتعديل على البرنامج كما على الفريق من أجل تحقيق إنجاز أكبر وأفضل.
ومن أمثلة المشاريع ذات الأمد القصير في ثلاثة قطاعات:
– الإسكان: توفير سكن لائق لكل المحتاجين عن طريق البناء سريع التركيب،
– الزراعة: بناء محميات كبيرة لزراعة الخضراوات لتوفير اكتفاء ذاتي في هذا القطاع،
– التكوين: توفير مركز خاص باعتماد الكفاءات الفنية، مما سيسهل الولوج لسوق الشغل عبر التركيز على المهن المطلوبة ذات التكوين قصير الأمد،
3. تحديد أولويات مستعجلة للمائة يوم الأولى:
من المعروف أن الجميع يكون مستعدا للتغيير ومتقبلا له خاصة في البداية، كما أن عدم الشروع في التغيير من أول يوم يفقد الأمل لدى الغالبية، لذا يجب استغلال ذلك بتنفيذ إنجازات آنية (انتصارات صغيرة، ولتكن ثلاثا) في شتى القطاعات وهو ما سيفتح الباب أمام تغيير أشمل وإنجازات أوسع.
وهذا الأمر بالطبع يتطلب صرامة وعزما وحزما غير قابل للتراجع. لأن أي تساهل في الإنفاذ سيؤتي نتيجة معاكسة تكون عقبة في أي تغيير في المستقبل.
ومن الأمور الملحة في ثلاثة مجالات:
– الصحة: توفير الأجهزة والمعدات اللازمة وتكوين الطواقم عليها في جميع المستشفيات الجهوية،
– التجارة: تخفيض وتثبيت أسعار المواد الأساسية،
– البيئة: إلزام المصانع الملوثة باحترام معايير البيئة وإغلاق من لم يلتزم بها.
وفي الختام ذكرنا هنا نماذج فقط من الأفكار والمقترحات التي قد تشكل طفرة في العمل الحكومي وقد نذكر غيرها في سانحة أخرى.
وبالله التوفيق.