لا أفهم سر تهميش الكفاءات الوطنية الموريتانية التى يحتاجها الوطن والمواطن / حبيب الله احمد
أمثلة ذلك التهميش كثيرة جدا والغريب أن المهمشين رغم الشهادات العليا التى يحملونها والتجارب المهنية والسمعة الطيبة غالبا يشتركون فى البعد عن السياسة وخصوصا البعد عن التزلف والنفاق والإبتذال وتغيير المواقف السياسية
من الأمثلة الشاخصة على تهميش الكفاءات الوطنية ونسيانها وتجاوز خدمتها للوطن والمواطن ما يتعرض له الدكتور أحمد ولد البراء اخصائي التشخيص الطبي المخبري
ومسؤول مختبر الفيروسات بالمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية
هذا الدكتور كفاءة وطنية فى مجال تخصصه وشهرته فيه وابحاثه ومساهماته العلمية معروفة لدى جامعات ومنظمات وهيئات دولية عديدة مهتمة بالبحث فى مجال علم الطفيليات والفايروسات وميدان علم المختبرات والصيدلة
وقبل سنوات قدم الدكتور أحمد ولد البراء رسالة لنيل الدكتوراه في علم الفيروسات لجامعة ( آنجرس Angers ) ب(فرنسا ) نالت إجازة لجنة الإشراف حينها و بتقدير “الشرف”
وتناولت الرسالة التى نالت إعجاب المشرفين عليها والوسط الجامعي موضوع ( خصوصيات التأثير الكلينيكي المشترك للفيروسات في أمراض مثل الكبد “ب” و “دلتا” و نقص المناعة المكتسبة الإيدز)
كما تطرقت الرسالة لدور بعض أهم مكونات النباتات في موريتانيا فى التصدي لتلك التأثيرات والانعكاسات الفيروسية والوقاية منها
وفى سنوات الرعب ايام ( كورونا) كان الدكتور أحمد فى المقدمه لمواجهة الفايروس حيث وضع خبرته وجهده ووقته فى خدمة جهود الدولة الموريتانية وقطاع الصحة فى التصدى لتلك الجائحة الرهيبة
إلى جانب كونه من خيرة المخبريين والصيادلة فى بلادنا فهو أيضا أديب وفقيه وخبير بتاريخ البلاد ومجتمعاتها وثقافاتها التقليدية وله أبحاث ومقاربات فى العلاقة بين الطب والفقه
مع كل ذلك ومع عقود من خدمة الدولة الموريتانية فإن تعفف الدكتور أحمد وتكنوقراطيته وزهده كل ذلك جعله منسيا مهمشا
الدكتور أحمد مقبل على شأنه العلمي غير مبال بصخب السياسة من حوله
لايطرق الأبواب بحثا عن ترقية أو تعيين أو حتى استعادة حق ضائع
يخطو الدكتور أحمد خطوات هادئة نحو التقاعد وطوال مساره عمل أحيانا تحت رؤساء عمل ومديرين أقل منه خبرة وتجربة وشهاداته العلمية تفوق شهاداتهم
أحمد مثال لعشرات الأطر الذين يعملون بصمت ومهنية وقناعة وفى وظائف حصلوا عليها بحقائب على الظهر وإن عملوا أحيانا تحت إمرة من وصلوا بظهور على الحقائب
أعرف إطارا مثله شبع تهميشا ونسيانا همس أحد أقاربه فى أذنه ( ستموت منسيا مهمشا مالم تدخل مبادرة سياسية داعمة للنظام ولمرشحه للرئاسيات القادمة)
نعم تلك هي الحقيقه لابد أن تنافق وتكذب أو تتجرع الظلم
لكل ذلك ليس غريبا أن أمريكا خلال سنتين فقط استقبلت34000 مهاجر موريتاني منهم أطباء ومهندسون وعسكريون واكاديميون
عندما يسيطر الظلم والتهميش فى بلد من البلدان تكون الهجرة خيارا اليما مريرا ولكنه وحيد لمن استطاع إليها سبيلا